غزة.. القتل المؤجل للاجئين منذ عام 1948
سلطان الحطاب
ليس نصراً هذا الذي يقتل فيه الاطفال وتهدم البيوت على ساكنيها.. لا يجوز احتسابه كذلك كما لا يجوز المتاجرة به من اي جهة انه حالة مخزية اكثر من احتسابه على اي صفة كانت. غزة في قضائها عشية عام 1948 قد دمرت بلداتها وقراها في (46) موقعاً ذكرت العديد منها في الايام الماضية حين توقفت عند بعض هذه البلدات والقرى والمواقع وكيف تحولت الى مستعمرات بعد اقتلاع اهلها منها وطردهم الى مخيمات غزة التي اعادت اسرائيل تدميرها مرة اخرى في عدوانها الاخير الذي استمر 22 يوماً ليكون ما رأيناه ابشع عدوان يتم بهذه الطريقة.. في التسلسل كنت ذكرت (الفالوجة) و(قسطنية) و(كرتّيا) و(كوفخة) التي ابتنى فيها السلطان عبد الحميد الثاني مسجداً والتي دمرت واقيم على ارضها مستعمرة نير عكيفا. و(كوكبا) التي عرفت في زمن الاحتلال الفرنجي باسم ''كوكبيل'' وقد اقيم على ارضها بعد ان هدمها الاحتلال مستعمرة كوخاف ميخائيل. ثم (مجدل عسقلان). التي جاء على ذكرها المؤرخ البيزنطي يوسيبوس والقديس جيروم وقد سميت المدينة مجدل عسقلان نسبة الى مدينة عسقلان التاريخية المجاورة لها وكانت بيوتها تقع على بئر رومية وكانت البلدة موقع عدة حروب بين المسلمين والفرنجة دمرت فيها اكثر من مرة لتبنى اكثر من مرة وقد اهتم المماليك باعمارها واقام فيها الامير المملوكي سيف الدين سلار عام 1300 وبني فيها مسجداً وكان الانجليز قبل عام 1948 قرروا ان تكون المجدل قضاء يتم اقتطاعه من غزة ولكن النكبة وقعت واحتل الصهاينة المجدل التي كانت مشهورة بموسمها المسمى موسم ''وادي النمل'' الذي يقام في نيسان من كل سنة حيث يزورون مقام الحسين الذي دفن فيها قبل ان ينقل رأسه منها الى مصر كما تقول الروايات وهذا الاحتفال كان يسمى ايضاً ''خميس العهد'' وهو من اعياد الفاطميين قبل الفصح بثلاثة ايام.. وقد دمر الاسرائيليون المجدل وقراها واقاموا مكانها مدينة( اشكلون) و(المحرّقة) وقد احتلها اليهود ودمّروها واقاموا مكانها مستعمرة ( يخيني). (المسمية الصغيرة) او مسمية الحوراني ( الحورانية) انشأ القرية حمولة الحوراني بعد ان غادر قسم منهم المسمية الكبيرة في خلاف وقع وقد استولى عليها اليهود واقاموا مكانها مستعمرة ''كفار هاريف'' وكانت تسكنها قبل طردها عشائر الحوراني وآل عيسى وآل حسن جبريل وآل عبد ربه وآل العماوي وآل المصري.( المسمية الكبيرة) احتلها الاسرائيليون وهدموها بعد طرد سكانها واقاموا مكانها مستعمرة ''بني ريعيم'' وحتساف وينون وأحفا ومزارع كبيرة هي مشميعات شالوم وحفات بيروريم ومن ابناء المسمية الكبيرة الدكتور الجامعي الناقد هاشم ياغي والاستاذ الجامعي المترجم الدكتور عبد الرحمن ياغي وقد زارها الرحالة الاميركي ادوارد روبنسون عام 1838 وكتب انه شاهد سكانها ينشطون في الزراعة ويذرون الشعير في مهب الريح بالمذاري الخشبية وقد استولى اليهود على البلدة وهجّروا سكانها وهدموها واقاموا مكانها مستعمرة ''سديروت'' التي يملأ ذكرها الاخبار الان والتي ترد في المصادر الاسرائيلية كبلدة متضررة من صواريخ المقاومة. اذا المسمية الكبيرة اصبحت ''سيدروت'' ويريدون للاجئين المقيمين في غزة من اهلها ان ينسوا بيوتهم ثم لا يكتفون بل يأتونهم في عدوان جديد ليهدموا ما بني اهل المسمية لهم من بيوت في غزة ومخيماتها.. ''نعليا''. هدمها الاسرائيليون وامتدت مدينة اشكلون لتلتهم ارضها. ''هربيا''.. فيها بقايا قلعة افرنجية وجوارها خربة الياسمينة التي كانت موقعاً بيزنطياً و(خربة الشرف) التي هي بلدة ''ديوكليتيا نوبولس'' ويعود تاريخها الى الفترة الكنعانية واسمها فوربي ذكرها ياقوت الحموي باسم فربيا وقال انها من قرى عسقلان.. وقد شهدت ما اسمي بمعركة حطين الثانية بين المسلمين والفرنجة بقيادة صلاح الدين في عام 1187 استولى عليها اليهود وهجروا اهلها وهدموها واقاموا مكانها مستعمرة ''زيكيم'' وكرميا ويادمردخاي.. (هوج) : ويقال هي قرية اوغا القديمة التي تظهر على خارطة مادبا الفسيفسائية وقد اعاد الحاكم العثماني مصطفى بك بناءها حين كان حاكماً على غزة ويافا وشجع سكان غزة على الرحيل اليها وسكنها وقد قدّم الارض مجاناً لهم. وقد شهدت معارك حامية بين الانجليز والاتراك العثمانيين عام 1917 استولى عليها الاسرائيليون وطردوا سكانها وهدموها واقاموا مكانها مستعمرة دوروت.. (''ياصور'').. كانت محطة للبريد بين غزة ودمشق قبل نقل هذه المحطة الى قرية بيت دراس استولى عليها المحتلون واقاموا مكانها مستعمرتين هما ''تلمي يحيئيل'' و''بني عايش''.. هذه اذن (46) بلدة ومدينة وقرية وخربة هدمها الاسرائيليون في قضاء غزة قبل عام 1948 بعد ان استولوا عليها وطردوا اهلها منها ليحشروهم في قطاع غزة الان ثم يعاودوا قصفهم وقتلهم في تصفية مؤجلة من عام ,1948. اسرائيل الان عاودت في عدوانها الجديد الذي استمر 22 يوماً متصلاً تدمير قطاع غزة والذي تكّون في معظم سكانه من اللاجئين الذين جاءوا من هذه البلدات الـ 46 وهاهم يهدمون احياء القطاع ومساجده واماكن العبادة فيه والتي سآتي على ذكرها غداً.
السبت 2009-01-22
السبت 2009-01-22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق