المسمية الكبيرة
تأسيس قرية المسمية:
إنَّ سجلات مكتبة المسجد الأقصى (سجل رقم 136 صفحة 701 و 102) تؤكد بأنَّه في عام 1053هجرية (حوالي 1644 م) كانت بلدة المسمية موجودة في نفس مكانها المعروف في السهل الساحلي الفلسطيني و كانت تحيط بها نفس القرى التي كانت موجودة عام النكبة و هي القسطينة و ياصور مثلا. أي أنها هي الاخرى قرى فلسطينية عتيقة. و هذا السجل يعني أن قرية المسمية و القرى المذكورة في السجل موجودة على الأقل منذ حوالي أربعمئة عام.
و تذكر سجلات مكتبة المسجد الأقصى رقم 136 صفحة 701 و 102 أنَّ شيخ قرية المسمية الشيخ مناع كان أحد أعضاء لجنة وساطة عشائرية قامت بعملية تحكيم و إصلاح بين سكان قرية زكريا (قضاء القدس) و قرية عجور (قضاء الخليل). و تذكر السجلات أنَّ التقاتل المستمر بين قريتي زكريا و عجور قد أرهق سكان القريتين و تسبب بكثير من المشاكل و فقد الأرواح، حتى قامت مجموعة من شيوخ البلدات المجاورة بالتوسط و التحكيم في القضية و حلها. و تكونت هذه المجموعة من الشيخ حمدان شيخ قرية القسطينة، و الشيخ شريعة شيخ قرية التل، و الشيخ مناع شيخ قرية المسمية، و خلف بن ياسين من قرية السوافير الكبيرة و ذلك بحضور الحاكم الشرعي مولانا حسن باشا و الحكمدار في الأعيان عمر آغا (و هو عمر بن عبدالصمد بن محمد العلمي المقدسي). و تم التوقيع على اتفاقية الصلح بين القريتين بتاريخ الحادي عشر من ذي القعدة سنة ثلاث و خمسين و الف (11 ذو القعدة 1053 هجرية).
المصدر: سجلات مكتبة المسجد الأقصى رقم 136 صفحة 701 و 102
و تذكر سجلات مكتبة المسجد الأقصى رقم 136 صفحة 701 و 102 أنَّ شيخ قرية المسمية الشيخ مناع كان أحد أعضاء لجنة وساطة عشائرية قامت بعملية تحكيم و إصلاح بين سكان قرية زكريا (قضاء القدس) و قرية عجور (قضاء الخليل). و تذكر السجلات أنَّ التقاتل المستمر بين قريتي زكريا و عجور قد أرهق سكان القريتين و تسبب بكثير من المشاكل و فقد الأرواح، حتى قامت مجموعة من شيوخ البلدات المجاورة بالتوسط و التحكيم في القضية و حلها. و تكونت هذه المجموعة من الشيخ حمدان شيخ قرية القسطينة، و الشيخ شريعة شيخ قرية التل، و الشيخ مناع شيخ قرية المسمية، و خلف بن ياسين من قرية السوافير الكبيرة و ذلك بحضور الحاكم الشرعي مولانا حسن باشا و الحكمدار في الأعيان عمر آغا (و هو عمر بن عبدالصمد بن محمد العلمي المقدسي). و تم التوقيع على اتفاقية الصلح بين القريتين بتاريخ الحادي عشر من ذي القعدة سنة ثلاث و خمسين و الف (11 ذو القعدة 1053 هجرية).
المصدر: سجلات مكتبة المسجد الأقصى رقم 136 صفحة 701 و 102
المسمية في كتب الرحالة و المؤرخين:
ورد ذكر قرية المسمية في كتب الرحالة العرب و الاوروبين. فقد أكد المؤرخان (Hütteroth, Wolf-Dieter and Kamal Abdulfattah, 1977) بأنَّ المسمية (Al- Masmeyya) كانت موجودة و عامرة بالسكان في عام 1596م حيث بلغ عدد سكانها حينذاك 385 مواطنا، و كانت تدفع ضرائبها للدولة العثمانية من المحاصيل التي كان يزرعها سكان المسمية و هي القمح و الشعير و العسل و القطن (كما اقتبس هذه المعلومة السيد الخالدي في كتابه، صفحة 130).
و ذكر المؤرخ و الرحالة الصوفي مصطفى البكري الصديقي في رحلاته في القرن الثامن عشر أنّ المسمية كانت قرية عامرة.
و كتب الرحالة الأوروبي الفرنسي Volney عام 1788م أن قرية المسمية كانت مشهورة بالزراعة و انتاج المنسوجات القطنية. و أكد هذه المعلومة السيد وليد الخالدي في كتابه (صفحة 336).
و يؤكد السيد وليد الخالدي بأن المسمية واحدة من البلدات القليلة التي كانت تتم إدارتها ذاتياً عن طريق مجلس بلدي (قروي) (الخالدي، 1992، ص. 125).
و منذ منتصف القرن التاسع عشر، توسعت البلدة كثيرا و أخذت شكلا شبه منحرف باتجاه الغرب نحو بحر يافا (البحر الأبيض المتوسط)، ثم توسعت نحو الجنوب (أنظر، الخالدي، 1992، ص. 125 ؛ و كذلك Conder and Kitchener, SWP II, 1881, p.411).
كما نرى، فهذه هي أقدم سجلات علمية موثقة يمكننا الاعتماد عليها لتحديد عمر المسمية، و هذا يجعل عمر المسمية: 2012- 1596= 416 عام بأقل تقدير.
إذا، المسمية لم تكن قرية عتيقة فحسب و إنما عامرة بعدد كبير من السكان، حيث أن 385 مواطنا فلسطينيا كان يعيش فيها منذ اربعمئة عام هو عدد كبير بمقاييس تلك الفترة. و هذا العدد لا بد و أنه تضاعف عدة مرات خلال القرون الأربعة من عمر المسمية. و ربما صَدَّرَتْ القرية مهاجرين منها إلى قرى و مدن عربية أخرى داخل فلسطين و خارجها.
المصدر:
-1- كتاب:
Hütteroth, Wolf-Dieter and Kamal Abdulfattah (1977), Historical Geography of Palestine, Transjordan and Southern Syria in the Late 16th Century; translated from: [Erlanger Geographische Arbeiten, Sonderband 5. Erlangen, Germany: Vorstand der Fränkischen Geographischen Gesellschaft. ISBN 3920405412 p. 149. )Quoted in Khalidi, 1992, p. 130).
-2- ذُكرت ملاحظات المؤرخ الصوفي مصطفى البكري الصديقي (عام 1700م) حول رحلته الى المسمية في كتاب \"الرحلة\" و التي اقتبسها السيد وليد الخالدي (1992، صفحة 130) في:
Khalidi, Walid (1992), All That Remains, Washington D.C.: Institute for Palestine Studies, p. 130. ISBN 0887282245
-3- ذُكرت المسمية في كتاب الرحالة الفرنسي (صفحة 336)، كما ذكرها الخالدي في كتابه.
Constantin-François Volney. (1788). Travels Through Syria and Egypt, in the Years 1783, 1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political State of Those Countries, Their Productions, Arts, Manufactures, and Commerce; with Observations on the Manners, customs, and Government of the Turks and Arabs. New York: G.G.J. and J. Robinson, 1788.
-4- توثيق حول مدى توسع المسمية:
Conder, Claude Reignier and H.H. Kitchener (1881): The Survey of Western Palestine: memoirs of the topography, orography, hydrography, and archaeology. London:Committee of the Palestine Exploration Fund. vol 2.
نشكر د. عبدالفتاح محمد ضمين محمد موسى حسين محمد احمد ياغي على جهوده في البحث والتحقق في تاريخ المسمية والمعلومات الإضافية تم أضافتها بتاريخ 10-5-2012
-1- كتاب:
Hütteroth, Wolf-Dieter and Kamal Abdulfattah (1977), Historical Geography of Palestine, Transjordan and Southern Syria in the Late 16th Century; translated from: [Erlanger Geographische Arbeiten, Sonderband 5. Erlangen, Germany: Vorstand der Fränkischen Geographischen Gesellschaft. ISBN 3920405412 p. 149. )Quoted in Khalidi, 1992, p. 130).
-2- ذُكرت ملاحظات المؤرخ الصوفي مصطفى البكري الصديقي (عام 1700م) حول رحلته الى المسمية في كتاب \"الرحلة\" و التي اقتبسها السيد وليد الخالدي (1992، صفحة 130) في:
Khalidi, Walid (1992), All That Remains, Washington D.C.: Institute for Palestine Studies, p. 130. ISBN 0887282245
-3- ذُكرت المسمية في كتاب الرحالة الفرنسي (صفحة 336)، كما ذكرها الخالدي في كتابه.
Constantin-François Volney. (1788). Travels Through Syria and Egypt, in the Years 1783, 1784, and 1785: Containing the Present Natural and Political State of Those Countries, Their Productions, Arts, Manufactures, and Commerce; with Observations on the Manners, customs, and Government of the Turks and Arabs. New York: G.G.J. and J. Robinson, 1788.
-4- توثيق حول مدى توسع المسمية:
Conder, Claude Reignier and H.H. Kitchener (1881): The Survey of Western Palestine: memoirs of the topography, orography, hydrography, and archaeology. London:Committee of the Palestine Exploration Fund. vol 2.
نشكر د. عبدالفتاح محمد ضمين محمد موسى حسين محمد احمد ياغي على جهوده في البحث والتحقق في تاريخ المسمية والمعلومات الإضافية تم أضافتها بتاريخ 10-5-2012
===============================
المسمية
سميت قرية المسمية بهذا الاسم نسبة إلى قرية صغيرة في حوران بسوريا تدعى (مسمية) وهي بلدة صغيرة تبعد عن مركز أزرع مسافة صغيرة .و يبدو أن جماعة من سكانها تركوا ونزلوا في الأيام الماضية هذه البقعة من بلاد غزة و دعوها باسم بلدتهم القديمة .
سميت قرية المسمية بهذا الاسم نسبة إلى قرية صغيرة في حوران بسوريا تدعى (مسمية) وهي بلدة صغيرة تبعد عن مركز أزرع مسافة صغيرة .و يبدو أن جماعة من سكانها تركوا ونزلوا في الأيام الماضية هذه البقعة من بلاد غزة و دعوها باسم بلدتهم القديمة .
ويرجع سبب تسميتها بالمسمية الكبيرة نظراً لوجود قرية أخرى باسم المسمية الصغيرة كانت أصلاً جزءاً من القرية المسمية و نظراً لحدوث خصومات بين عائلات القرية وخاصة بين آل مهنا ، وآل الحوراني ، اضطرت عائلة آل الحوراني وهم من عرب المحاميد إلى الرحيل إلى بقعة تبعد عن المسمية الكبيرة ثلاث كيلو مترات لجهة الشرق ،و بنوا منازلهم وسميت باسم المسمية الصغيرة ، وتبلغ مساحتها 6478 دونماً ، وبلغ عدد سكانها 530 عربياً مسلماً عام 1948 م. ولا يوجد بها مدرسة وإنما يتعلم أبناؤها في مدرسة المسمية الكبيرة ، وقد امتد العمران حتى أصبحت القريتان قرية واحدة تقريباً عام النكبة 1948 م بعد أن زالت أسباب الخلاف بين آل مهنا و آل الحوراني و تصاهرت الأسرتان .
وليس غريباً ان تسمى قريتنا باسم قرية في بلاد حوران في سوريا ، لأن السكان إبان الحكم العثماني كانوا يتنقلون من مكان للآخر بحثاً عن طلب الرزق في أرجاء دولة الخلافة في الوطن العربي، و ذلك اعتقاداً منهم بأن البلاد بلاد الله وحيثما يجد المسلم الخير يقيم تطبيقاً لقوله تعالى :( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور ) وكان من عادة الناس الذين يتنقلون من مكان إلى آخر تسمية المكان الجديد باسم بلدتهم القديمة اعتزازاً بها و افتخاراً و تقديراً ، وهناك كثير من المدن تكررت أسماؤها في عدة بلدان عربية منها طرابلس في لبنان و ليبيا ، و صور من لبنان و عُمان و غيرها.
أما نشأة القرية ، فتشير المصادر إلى أنها حديثة العهد ، فقد ورد أنها أنشئت منذ حوالي ثلاثمائة عام ، إذ أن المدقق في أجيال عائلات المسمية كعائلة ياغي مثلاً يرى أن عشرة أجيال تعاقبوا من هذه العائلة حتى الآن في المسمية مما يجعل إنشاؤها يقارب 300 سنة على الأقل .
بينما يرى مؤلف كتاب معجم بلدان فلسطين ، وهو محمد محمد شراب ، أن المسمية أنشئت في الثلث الأول من القرن التاسع ، أسسها عرب قدموا من المسمية في حوران - سوريا - و أطلقوا عليها اسم بلدتهم .
وقد ورد اسم المسمية في كتب الرحالة الأجانب الذين زاروا فلسطين والأردن فقد ذكر الرحالة و.م. تومسون والذي قضى ثلاثين عاماً في سوريا و فلسطين متجولاً بين بلدانها و كتب كتاباً عن الأرض و الكتاب و يقصد بالأرض فلسطين و بالكتاب التوراة (العهد القديم ) والإنجيل العهد الجديد وكتب عن المسمية ما يلي :
زار إسدود متجهاً إلى غزة ثم ذكر عن المسمية التي زارها و قضى فيها ليلة وذلك في عام 1857 م فقال عنها :( المسمية وهي القرية الزراعية الكبيرة التي تزدحم بيوتها المصنوعة بالآجر (الطين ) إلى جانب بعضها البعض .وقضيت ليلة إلى جانب القرية ، وقد أدهشني أن الحياة دبت في القرية منذ طلوع أضواء الصباح الأولى ، حتى بدت كأنها خلية نحل ،ورأيت أهلها يخرجون منها زرافات زرافات وأمامهم الجمال و الخيول و البغال والحمير و الأبقار و الشياة و الماعز ، حتى الدجاج . كان الصخب عنيفاً وكانت تلك الجماعات تتجه هنا وهناك ، و لم تلبث حتى غابت في السهل الواسع وراء الضباب الكثيف ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق