في 3/5/1989م قامت المجموعة «101» في (جهاز المجاهدين الفلسطينيون) الجناح العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بقيادة المجاهدين القائد القسامي الشهيد محمود المبحوح والأسير القسامي محمد شراتحة في قطاع غزة، بعملية أسر الجندي الصهيوني «إيلان سعدون» بكامل عتاده من داخل الأراضي المحتلة عام 48، إلا أن الآسرين اضطروا لقتله في وقت لاحق؛ نظرا لصعوبة المساومة عليه، وتم إخفاء جثته.
وقد كشف الشهيد القائد محمود المبحوح قصة اسر الجندي الصهيوني«إيلان سعدون» حيث قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبيل استشهاده :" قررت مجموعة من المجاهدين تنفيذ عملية أسر ، وتم ذلك بأسر الجندي إيلان سعدون ،حيث أوقفت المجموعة السيارة للجندي الصهيوني فيما كان ينتظر أحداً ليقله وأجلسوه في الكرسي الخلفي ، وذلك عند دوار المسمية - القدس، حيث طلب منهما نقله إلى دوار المجدل.

وتم نقل الجندي في السيارة وقتله أيضاً ودفنه في المكان المعد لذلك، ومن ثم انتقلت المجموعة إلى قطاع غزة عبر الحدود الشرقية، وتم وضع السيارة في منطقة جبل الكاشف، شرق بلدة جباليا شمال غزة، حسب المبحوح.

وأشار إلى أنه كان من المقرر أن يغلق القيادي في "القسام" محمد الشراتحة الثغرة التي دخلت منها السيارة ويزيل أثرها، لكنه لم يتمكن من ذلك، حيث تزامن ذلك مع اشتباه الجيش الصهيوني بحركة في المنطقة وبدأ الجنود بإطلاق النار باتجاه ذلك المكان.

وأضاف أن المجموعة غادرت المكان وجرى اعتقال الشراتحة بعد ذلك، وتعرض لتعذيب شديد للغاية اعترف على إثره على أفرادها، فضلاً عن اكتشاف السيارة وإمكانية كشف بصماتهم من قبل الاحتلال.

ولم تتمكن مخابرات العدو الصهيوني وبكل وسائلها وأساليبها من العثور على رفات الجندي إلا بعد مرور نحو سبعة أعوام على نجاح العملية عندما إستطاع ما يسمى جهاز الأمن الوقائي البائد في غزة الحصول على خريطة لمكان إخفاء «إيلان سعدون» بعد حملة الاعتقالات والتحقيقات عام 1996م مع المجاهدين حيث قام خلالها بتعذيب المجاهدين بأبشع صنوف العذاب وبعد هذا الاكتشاف قامت "الجهاز البائد "بتقديم الخريطة كهدية مجانية للعدو الصهيوني ليستخرج بعد سبعة أعوام جثة الجندي المأسور «ايلان سعدون» ، ليبقى أبنائنا الأسرى يواجهون الموت في سجون الصهاينة وينعموا هم وهم فقط بالحرية وبطاقات أل VIB ليقضوا أجمل لياليهم في ملاهي تل أبيب .