المسمية الكبيرة

المسمية الكبيرة ـ قرية فلسطينية تقع عند تقاطع الطرق الرئيسية الثلاث القدس ـ يافا ـ غزة

الأحد، 18 أغسطس 2013

الحاجة مريم أبو العطا ترسم بريشة "الألم" صورة التشريد من قرية المسمية

الحاجة مريم أبو العطا  ترسم بريشة "الألم" صورة التشريد من قرية المسمية



خانيونس- المركز الفلسطيني للإعلام

"الأمل".. لازال يراود الحاجة مريم أبو العطا (77عاما) بأن حلم العودة بات أقرب من أي وقت, تقول بنبرة قوية كلها أمل وثقة إن عودتها إلى قرية المسمية الكبيرة التي تنحدر منها  باتت قريبة جدًا.
 
تقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" والحزن يملأ وجهها: أخذوا بلادنا قهرا, سلبوا أرضنا, تستعيد شريط الحياة، وتصف فلسطين لاسيما قريتها المسمية الكبيرة بالجنة.
 
ردا على مقولة شهيرة لمؤسس الكيان الصهيوني (دافيد بن غريون) "الكبار يموتون, والصغار ينسون" قالت: إن الجيل الحالي هو أشد تمسكا بحق العودة, "أروي لأبنائي وأحفادي قصص فلسطين قبل النكبة, لأرسم لهم وطنا لم يشاهدوه".
 
رحلة عذاب مريرة

 تستذكر الحاجة مريم رحلة عذاب مريرة ابتدأت بمجازر الهاغانا الصهيونية وانتهى بها المقام بمخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، التي تقطنه منذ (65عاما) وهي عمر مأساة الشعب الفلسطيني.
 
"كان آخر يوم عشناه في المسمية الكبيرة هو يوم الثالث من شهر رمضان من عام النكبة", تضيف بعد تنهدات واضحة "لم نفطر ذلك اليوم بقريتنا".
 
تسرد الحاجة مريم أحداث التهجير القهري, والتي تكاد تشبه بتفاصيلها قصص درامية أو سينمائية, رحلة غربة شعب, تصفها برحلة "المرمطة" والعذاب, تضيف "رأينا الموت بأشكاله".
 
وبدأت برواية الرحلة الأليمة, والتي تكاد وهي تتحدث بها, وكأنها عايشتها في الأيام الراهنة, رغم المرض والنسيان الذي يصيب أجدادنا ورجالنا من كبار السن.
 
"جاء مسؤول من وحدة الهاجانا إلى مختار قريتنا, وهو من عائلة مهنا, ووضعه بين خيارين: إما أن نهاجر سلما وطواعية, وإما أن يكون ما حدث في دير ياسين مصيرنا".
 
تضيف الحاجة مريم "كان خيار المختار مهنا هو الهجرة لعدم توافر وسائل مقاومة", وتقول "تركنا كل شيء وراءنا, حتى مصاغي الذهبي".
 
حمم الموت تتساقط

 تتابع "ونحن في طريقنا من المسمية الكبيرة إلى قرية قزازة مشيا على الأقدام, الطرق كلها عبارة عن كثبان رملية, كانت الطائرات تقصف أمامنا وخلفنا, عناية الله هي التي أنجتنا من الموت".
 
"وصلنا إلى قرية قزازة, الطائرات والمدافع اليهودية لم تتركنا, فكان القصف يلاحقنا في أي مكان نلجأ إليه, وارتقى شهداء كثر خلال القصف".
 
وتضيف "هربنا من قزازة التي مكثنا فيها عدة أشهر تحت اشتداد القصف, حتى وصلنا إلى قرية اسمها الخصاص - تشتهر بشجر الخصاص ـ مرورا بقرية حمامة والمجدل, جلسنا تحت هذا الشجر.
 
وتكمل "كنا نشعل النار لخبز ما تيسر لنا من دقيق, نطفؤها فور سماع أصوات الطائرات"، مكثت الحاجة مريم وعائلتها 5 أيام في العراء.
 
وتحت القصف العنيف من الطائرات والمدافع الصهيونية, تابعت عائلة الحاجة مريم رحلة الهجرة, وصولا إلى غزة, ليجدوا الجيش المصري الذي قام بتفتيشهم بحثا عن أسلحة, وكان قرار عائلة الحاجة مريم الذهاب إلى مدينة دير البلح.
 
استقرار وأمل العودة

 فور الوصول إلي دير البلح تقول: "اشتري والدي بيتا من الشعر, ومكثنا فيه فترة طويلة, حتى بدأ البناء والتعمير بالمنطقة, وبدأت حياتنا كلاجئين مشردين من بلاد هي جنة الله في أرضه".
 
تقول وكلها حسرة على بلاد ضائعة "حتى اللحظة ونحن نعيش بمخيم دير البلح للاجئين، لم ننس ولن نفرط بحقنا في عودتنا, مهما طال بنا الزمن".
 
"إن توافني الله, سيعود أبنائي وأحفادي" تقول الحاجة مريم بكل ثقة بالله, وتتابع قولها: "سنعود إلى أرضنا بالمقاومة, والصمود بإذن الله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق